استسقاء الدماغ

استسقاء الدماغ

استسقاء الدماغ أو الاستسقاء الدماغي أو استسقاء المخ - هو مرض يكون السبب فيه وجود كمية غير طبيعية من السوائل داخل الدماغ.

يتكون الجهاز العصبي المركزي من المخ والحبل الشوكي، ويحيط بهما سائل يُسمى باسم السائل النخاعي، ويلعب السائل النخاعي دورًا مهمًا في حماية الجهاز العصبي المركزي، ويدور السائل النخاعي داخل بطينات المخ وحول الحبل الشوكي، ولكن في بعض الحالات قد يزداد إنتاج السائل النخاعي، أو قد تنسد المسارات التي يتحرك بداخلها؛ مما يؤدي إلى تراكم ذلك السائل داخل المخ، ويزداد ضغط المخ وهذا ما يُعرف باسم استسقاء المخ.

 

استسقاء الدماغ من الأمراض الشهيرة التي قد تُصيب الأطفال وكبار السن، لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن الاستسقاء الدماغي البسيط والشديد، وعلاج استسقاء الدماغ عند الكبار، ونحاول الإجابة على بعض الأسئلة الهامة مثل هل استسقاء الدماغ خطير للكبار، وهل يعيش مريض استسقاء الدماغ؟ كل ذلك مع الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري - فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية.

استسقاء الدماغ

هو تراكم السائل النخاعي داخل بطينات المخ نتيجة العديد من الأسباب، وتراكم هذا السائل يؤدي إلى زيادة الضغط على المخ، والذي بدوره يمنع خلايا المخ أو المراكز العصبية في المخ من أداء وظيفتها على أكمل وجه؛ مما يؤدي إلى الكثير من الأعراض التي تؤثر على حياة المريض.

قد يسمى هذا المرض ايضًا مرض استسقاء المخ أو مَوَه الرأس (hydrocephalus) 

 

لا يجب إهمال الاستسقاء الدماغي البسيط، لأن الاستسقاء الدماغي البسيط مع مرور الوقت قد يزداد التراكم في بطينات المخ، ويتدهور الاستسقاء الدماغي البسيط، وتسوء حالة المريض، لذلك يُفضل دائمًا أنه فور ظهور الأعراض سواء بسيطة أو خطيرة يجب استشارة الطبيب المختص لعلاج هذه المشكلة.

 

وحقيقة الأمر أن هذا السائل يعتبر طاهرا معقمًا، ولكي يظل كذلك كان يجب أن يتجدد بصورة مستمرة للتخلص من المواد السامة والميكروبات وتجديد المواد الغذائية، وبالفعل يتم تجديد السائل المخي النخاعي (١٥٠ مل) ٣ مرات يوميا، وفي دورة دقيقة لها منبع، و مسار، ولها في النهاية مصب.

 

والمنبع في عمق بطينات (تجويفات) المخ حيث يتم تصفية الدم من شرايين البطينات لأخذ المواد الغذائية والأكسجين ويتم هنا "تصنيع" السائل المخي النخاعي، والذي يتدفق بعد ذلك داخل الحجر المختلفة لبطينات المخ، ثم يجد له مخرجًا من حول جذع المخ ليبدأ دورة أخرى يلتف بها حول الحبل الشوكي والمخ، وبعد هذه الرحلة الشاقة ينتهي أمره بالامتصاص الى أوردة المخ الرئيسية، وحدوث أي انسداد في هذا المسار الطبيعي يؤدي إلى حدوث استسقاء بالمخ.

عند حدوث الاستسقاء تتجمع المياه خلف منطقة الانسداد، وبسبب عملية تصنيع السائل المخي المستمرة اوتوماتيكيا؛ يحدث ازدياد كبير في حجم السائل المخي داخل بطينات المخ، ولأن المخ محبوس داخل حجرة مغلقة (الجمجمة) فبالتالي الاستسقاء يؤدي الى الضغط على أنسجة المخ المحاوطة للبطينات وارتفاع تدريجي في ضغط المخ.

 

 

 

 

 

 

 

 

أسباب الاستسقاء الدماغي 

قبل الحديث عن علاج استسقاء الدماغ عند الكبار، والإجابة على سؤال هل استسقاء الدماغ خطير للكبار؟ دعنا أولًا نتعرف على أسباب الاستسقاء الدماغي، إذ توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باستسقاء المخ، والتعرف على هذه الأسباب مهم للغاية، لأنه يساعد الطبيب في اختيار طريقة العلاج المناسبة، وأسباب استسقاء المخ تشمل: 

  • انسداد أوعية المخ وبالتالي عدم تدفق السائل النخاعي بشكل طبيعي. 

  • فقدان الأوعية الدموية قدرتها على امتصاص السائل النخاعي.

  • زيادة إنتاج السائل النخاعي.

 

تجدر الإشارة إلى وجود نوعان من الاستسقاء وهما الاستسقاء المكتسب الذي له القدرة على إصابة أي شخص في أي عمر، ولكنه شائع لدى الأطفال الرضع والبالغين فوق الستين عامًا، واستسقاء المخ الخلقي الذي يُصيب الطفل منذ لحظة الولادة، وكل نوع من هذه الأنواع لها أسباب خاصة بها.

 

ومن أسباب استسقاء الرأس الخلقي للأطفال الرضع أو حديثى الولادة:

  • عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي.

  • الإصابة بخلل جيني.

  • الإصابة بنزيف في بطينات الدماغ، وقد تكون الولادة المبكرة أحد أسباب تلك المشكلة

  • إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء الحمل مثل الزهري أو الحصبة الألمانية.

ومن أسباب استسقاء المخ المكتسب لأي عمر:

  • أورام المخ والنخاع الشوكي.

  • التهابات الجهاز العصبي.

  • نزيف الرأس بسبب الإصابات أو السكتات الدماغية.

 

نظرًا لكثرة الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة باستسقاء المخ، يجب اختيار أفضل الأطباء مثل الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري - وذلك لتشخيص الحالة بدقة، ومعرفة سبب الإصابة، ثم البدء في وضع خطة العلاج المناسبة لحالة المريض بعد ذلك، والتي تحمي المريض من الإصابة بالكثير من المضاعفات الخطيرة.

أعراض الاستسقاء الدماغي 

قبل البدء في التحدث عن علاج استسقاء الدماغ عند الكبار أو عند الأطفال، دعنا أولًا نتحدث عن الأعراض التي تظهر على المريض، والتي تؤثر على جودة حياة المريض، وتدفعه لاستشارة الطبيب المختص، وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض تختلف من حالة لأخرى تبعًا لعمر المريض، فنجد أنه في الأطفال الرضع كبر حجم الرأس التدريجي، وفي الأطفال والبالغين يعنون من صداع ارتفاع ضغط المخ (صداع في مقدمة الرأس - يزداد مع الانحناء للأمام - قد يوقظ من النوم - مصاحب برغبة فى القئ او القئ - مصاحب بزغللة في الرؤية)، لذلك فإن أعراض استسقاء المخ يمكن تقسيمها إلى:

  • أعراض استسقاء المخ للأطفال الرضع:

عند حدوث استسقاء في الأطفال الرضع غير مكتملي نمو الجمجمة، فارتفاع ضغط المخ يؤدي تدريجيًا الى كبر حجم الرأس بصورة لا تتماشى مع النمو الطبيعي لمحيط الجمجمة حسب عمر المريض، ومن الأعراض الأخرى ما يلي:

 

  1. زيادة سرعة معدل كبر حجم الرأس.

  2. بروز البقعتان الكبيرتان الطريتان اللتان توجدان في الجزء العلوي من الرأس وتسمى باليافوخ.

  3. كثرة الاستفراغ.

  4. النوم لفترات تزيد عن الحد الطبيعي.

  5. سوء التغذية.

  6. قد يُصاب الطفل بنوبات صرع.

  7. تحديق العينين للأسفل.

  8. عدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية مثل اللمس.

  9. نقص معدل النمو.

  • أعراض استسقاء المخ للأطفال الأكبر سنًا

أما أعراض استسقاء المخ للأطفال الأكبر سنًا تشتمل على ما يلي:

  1. الشعور الدائم بالصداع.

  2. زغللة الرؤية.

  3. الإصابة بالحول أو توجه العين للأسفل.

  4. البكاء بصوت عالي.

  5. الرغبة بالتقيؤ.

  6. فقدان التوازن.

  7. ضعف الشهية.

  8. الإصابة بنوبات صرع.

  9. ضعف الأداء الدراسي.

  10. ضعف التركيز.

  11. اضطراب المهارات المكتسبة.

  12. تأخر النمو الجسدي.

  13. زيادة حجم الرأس.

  14. المعاناة من الكسب والخمول.

  15. الإصابة بتقلصات عضلية.

 

  • أعراض استسقاء المخ للبالغين:

تشمل الأعراض الشائعة لاستسقاء الدماغ في هذه الفئة العمرية ما يلي:

  1. الإصابة بالصداع المزمن.

  2. صعوبة في الاستيقاظ.

  3. ضعف الذاكرة.

  4. تشوش الرؤية.

  5. صعوبة التركيز وضعف مهارات التفكير.

  6. فقدان التوازن.

  7. الشعور بالحاجة الملحة للتبول.

  • أعراض استسقاء المخ لدى البالغين فوق الستين عامًا:

وتشمل أعراض لدى البالغين فوق الستين عامًا ما يلي:

  1. عدم السيطرة على المثانة البولية، والرغبة الملحة والمتكررة للتبول.

  2. تغير طريقة المشي.

  3. ضعف أو فقدان الذاكرة.

  4. عدم القدرة على الاتزان.

أعرف المزيد عن 

أعراض أورام الغدة النخامية

أعراض ضيق القناة العصبية

علاج الاستسقاء الدماغي

التشخيص يتم بعد استشارة جراح المخ والاعصاب بعمل اشعات مقطعية ورنين مغناطيسي على المخ، والعلاج في الأغلب جراحي إما بتركيب صمام لتحويل مسار السائل المتجمع، أو بعمل مسار داخلي جديد في المخ باستخدام المنظار، وعلاج استسقاء الدماغ عند الكبار أو عند الأطفال يعتمد على العديد من العوامل وأهمها عمر المريض، ومن الطرق الجراحية التي يمكن اللجوء إليها:

  • تحويل مجرى تدفق السائل النخاعى من المخ إلى الصدر أو تجويف البطن

عن طريق إدخال أنبوب مصنوع من البلاستيك، يساعد على إعادة امتصاص السائل النخاعى إلى الدم، وبالتالي يصبح السائل النخاعى فى المستوى الطبيعى، وفى الأغلب يبقى هذا الأنبوب فى جسم المريض طوال عمره، ولكن يجب أن يخضع المريض للفحص باستمرار، حتى لا يحدث انسداد في الأنبوب أو يصاب المريض بأى عدوى او التهابات، وتسمى هذه الجراحة ب Shunt Insertion، ويُطلق عليها أيضًا اسم جراحة التحويلة، ولكن يوجد اختلاف في علاج استسقاء الدماغ عند الكبار عن الأطفال، ففي حالة الأطفال وإجراء عملية التحويلة، يجب فحص المريض باستمرار وذلك من أجل تغيير طول الصمام والأنبوب ليناسب المريض، ولكن في حالة كبار السن فلا يتغير طول الأنبوب ثانيةً.

  • جراحة فغر البطين الثالث (Ventriculostomy)

تُجرى هذه الجراحة عن طريق إحداث ثقب في إحدى بطينات المخ لتصريف السائل النخاعى الزائد خارج المخ.

مضاعفات عملية علاج استسقاء الدماغ؟

يجب أن نُشير إلى أن العمليات الجراحية السابقة كأي إجراء جراحي أخر قد يصاحبها بعض المضاعفات، ومضاعفات التدخل الجراحي في هذه الحالة تشمل:

  1. النزيف.

  2. العدوى.

  3. الحمى وارتفاع درجة الحرارة.

  4. مشكلات في القلب أو الرئة في حالة تركيب التحويلة إلى الصدر.

طرق الوقاية من استسقاء المخ 

بعد أن تعرفنا على خطورة المرض والأشخاص الذين من المحتمل إصابتهم بالاستسقاء الدماغي، سنعرض في تلك الفقرة طرق الوقاية، وذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات الأتية:

  • إذا كنت المرأة في فترة الحمل فيجب مراجعة الطبيب المختص بشكل دوري؛ وذلك لتفادي فرص الحمل المبكر الذي يمكن أن يسبب استسقاء المخ للطفل.

  • توجد بعض الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى استسقاء المخ مثل مرض التهاب السحايا؛ ولذلك من الأفضل الالتزام بأخذ التطعيمات المخصصة لتجنب تلك الأمراض.

  • للاطفال حديثي الولادة، يرجى التأكد من جلوسهم فى الكرسى المخصص في السيارة لهم لضمان سلامتهم.

  • محاولة قدر الإمكان تفادي ضربات الرأس عن طريق ارتداء حزام الأمان أثناء القيادة، واتباع وسائل الأمان عند القيام بأى نشاط سواء رياضي أو مهني.

هل يعيش مريض استسقاء الدماغ؟

نعم، العديد من مرضى استسقاء الدماغ يعيشون بشكل طبيعي مع العلاج والمتابعة الجيدة، كما أن استسقاء الدماغ هو حالة يمكن أن تكون خطيرة، لكن معالجتها وإدارتها بشكل صحيح يمكن أن تساعد في تحسين جودة حياة المرضى، كما أن الإجابة على سؤال هل يعيش مريض استسقاء الدماغ تعتمد على توقيت العلاج، ففي حالة إهمال العلاج تتفاقم الحالة، ويُصاب المريض بالعديد من المضاعفات الخطيرة، ولكن في حالة الاهتمام بالعلاج، واستشارة الطبيب على الفور والبدء الفوري للعلاج، فإن المريض يحمي نفسه من كل هذه المضاعفات.

 

في النهاية، الاستسقاء الدماغي له العديد من الأسباب ويؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والتي تزداد سوءًا مع مرور الوقت في حالة إهمال العلاج، لذلك سواء كان المريض صغيرًا في السن أو بالغًا أو حتى كبيرًا في السن، يجب استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض للوقاية من كل المضاعفات الخطيرة، لذلك لا تترددوا في التواصل مع عيادة الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري - للحصول على أفضل خدمة طبية، وتشخيص الحالة وعلاجها بأدق وأفضل الأجهزة المتاحة.

 

د. أحمد زهران

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري

دكتوراة جراحة المخ والاعصاب

كلية الطب جامعة عين شمس

NeuroSpine Clinic

البرج الطبي- مستشفى دار الفؤاد- طريق النصر

الدور الرابع - عيادة ٤١٨

للحجز: 0111760878

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نعم، يعد مرض استسقاء المخ من أكثر الأمراض خطورة التي من الممكن أن يصاب بها الأطفال أو الكبار والتي تؤدي إلى الكثير من المشاكل والمضاعفات الخطيرة مثل السكتة الدماغية في حالة إهمال علاجها.
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باستسقاء المخ، ولكن الأساس هو إما زيادة في السائل النخاعي، أو نقص في امتصاص ذلك السائل، أو وجود انسداد في المسارات التي يمر بها السائل النخاعي.
نعم، عملية استسقاء المخ كأي عملية جراحية أخرى قد يصاحبها بعض المضاعفات مثل الإصابة بالعدوى والنزيف والتهاب الجرح وغيرها من المضاعفات الأخرى، ولكن عند اختيار أفضل الأطباء لإجراء تلك الجراحة يمكن تفادي كل هذه المضاعفات، وتقليل الآثار الجانبية بشدة، وتحقيق أفضل نسبة نجاح للعملية.