الصرع

الصرع

تنتقل الإشارات الكهربائية من المخ إلى أجزاء الجسم المختلفة لإعطائها الأوامر عن طريق الأعصاب والخلايا العصبية، ولكن في بعض الحالات قد يحدث خلل في الإشارات الكهربائية التي يرسلها المخ، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بنوبات من الحركات اللاإرادية وفقدان الوعي في بعض الحالات، وهذا ما يُعرف بمرض الصرع.

الصرع ليس نوعًا واحدًا، ولكن يوجد العديد من الأنواع التي تؤثر على الكثير من الأشخاص، لذلك في هذا المقال سوف نتحدث بشيء من التفصيل عن مرض الصرع، بالإضافة إلى اعراض ما قبل نوبة الصرع التي يشعر بها المريض، وأنواع الصرع، وأسباب الصرع، وطرق علاج الصراع، وذلك مع الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري - فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية.

 

 

 

آلية حدوث الصرع 

قبل التعرف على أنواع الصرع دعنا أولًا نتعرف على آلية الإصابة به، فكما ذكرنا فإن الإشارة الكهربائية تعمل الخلية العصبية على نقلها للخلية التالية لها، أو تستقبلها الخلية العصبية من الخلية التي تسبقها وهكذا حتى تصل الإشارة إلى الكهربائية إلى المخ، ولكن يؤثر مرض الصرع على هذه الآلية الطبيعية، وبدلًا من انتقال الإشارة الكهربائية بطريقة سلسلة فإنه يُطلق رشقات كهربائية إلى العديد من أجزاء المخ، فيؤدي إلى تغييرات في الوعي والإحساس وحركة العضلات.

ما هو الصرع؟

وصف ثقيل ومخيف في بعض الأحيان لمرض ناتج عن اضطراب الإشارات الكهربية في القشرة المخية؛ مما قد يؤدي إلى أعراض حسية وحركية وربما فقدان للوعي في نوبات تسمى نوبات التشنجات أو نوبات "الصرع".

 

الجهاز العصبي عبارة عن خلايا عصبية منتجة للشحنات الكهربية وألياف عصبية ناقلة لتلك الشحنات فيما يسمى بالنبضات العصبية والتي بها يتلقى الجهاز العصبي كل الاشارات الحسية وبها يتحكم بالحركات وكذلك الأفكار والمشاعر وكل شئ.

 

في حالات الصرع تصدر شحنات كهربية عنيفة من "بؤرة" صرعية في القشرة المخية تؤدي إلى احاسيس وحركات "تشنجية" لا إرادية ثم يمكن أن تقوم بالانتشار السريع لكل القشرة المخية؛ مما يؤدي الى حدوث ما يشبه الماس الكهربائي وانقطاع الكهرباء، وفقدان الوعي.

أنواع الصرع 

بالحديث عن أنواع الصرع، فإن العلماء يُقسمون الصرع إلى نوعين طبقًا لـ:

  1. مكان نشأة المشكلة في المخ.

  2. مستوى وعي المريض أثناء النوبة.

  3. حدوث حركات عضلية أو غيابها.

 

وأنواع الصرع تشتمل على: 

  1. نوبات الصرع البؤرية (Focal onset seizures)

هذا النوع من أنواع الصرع ينشأ من منطقة واحدة في المخ وعلى جانب واحد فقط، وتنقسم هذه النوبات إلى:

 

  • نوبات الظهور البؤري الواعي: يكون فيها المريض واعيًا أثناء حدوث نوبة الصرع، وتشمل أعراض هذا النوع تغيرات في الإحساس والمشاعر، وحركات عضلية لاإرادية، ورؤية ومضات ضوئية، والدوار، والشعور بالوخز.

  • نوبات الظهور البؤري مع ضعف الوعي: يكون فيها المريض مرتبكًا أو فاقدًا للوعي، وتشمل أعراض هذا النوع النظر لمدة في الفضاء بدون هدف، أو الإصابة ببعض الحركات المتكررة اللاإرادية مثل حركات العيون أو الشفاة.

  1. نوبات الصرع المعممة (Generalized onset seizures)

هذا النوع من أنواع الصرع ينشأ من مجموعة من الخلايا من أكثر من منطقة في المخ وعلى جانبي المخ، وينقسم هذا النوع إلى 6 أنواع وتشمل:

  • نوبات الغياب (Absence seizures): يكون فيها المريض ناظرًا للفراغ بدون سبب لفترة قصيرة لمدة عدة ثواني، مع إصابة المريض بحركات متكررة خفيفة، وغالبًا ما يُخطئ الكثير في هذا النوع ويعتقدون أنه أحلام اليقظة، ويُطلق على هذا النوع اسم نوبات الصرع الصغير(petit mal seizures).

  • نوبات الضعف (Atonic seizures): يفقد فيها المريض قوة العضلات في جزء معين في الجسم، أو في الجسم عامةً؛ مما يؤدي إلى سقوط المريض على الأرض، وتستمر لعدة ثواني.

  • نوبات التوترية (Tonic seizures): تزداد فيها قوة العضلات لدرجة التيبس، مما يُؤدي إلى سقوط المريض، كما قد يحدث تغير في درجة وعي المريض، وتستمر النوبة لعدة ثواني.

  • النوبات الرمعية (Clonic seizures): تتشنج فيها العضلات ثم ترتخي عدة مرات متتالية سريعة، وتستمر هذه النوبة من عدة ثواني إلى دقيقتين.

  • النوبات التوترية الرمعية (Tonic-clonic seizures): هذا النوع هو مزيج من نوبات التوتر ونوبات التشنجات، وفيها يفقد المريض الوعي، ويسقط على الأرض، ويعض الشخص على لسانه، ويفقد المريض السيطرة على البول والبراز، وقد تستمر هذه النوبة لمدة خمس دقائق.

  • نوبات التشنجات العضلية (Myoclonic seizures): يحدث فيها هزات عضلية بسيطة تُشبه الصدمة، وتستمر لبضعة ثواني فقط.

اعراض ما قبل نوبة الصرع

غالبًا ما تختلف اعراض ما قبل نوبة الصرع باختلاف نوع نوبة الصرع التي يعاني منها المريض، ولكن اعراض ما قبل نوبة الصرع غالبًا ما تكون متشابهة في الأنواع المختلفة، ولذلك فإن اعراض ما قبل نوبة الصرع تشمل: 

  1. التحديق في مكان واحد لفترة.

  2. تصلب الجسم.

  3. رعشة اليدين أو الرجلين عند الحركة.

  4. صعوبة التنفس.

  5. فقدان الوعي.

  6. السقوط المفاجئ.

  7. عدم الاستجابة للأصوات.

  8. هز الرأس بانتظام.

  9. الشعور بالارتباك.

  10. حركة الجفون المتكررة.

 

اعراض ما قبل نوبة الصرع هي مجموعة من الأعراض يشعر بها المريض قبل الدخول في نوبة الصرع الأساسية، وتعد اعراض ما قبل نوبة الصرع كرسالة تحذيرية من الجسم أن هذا المريض سوف يدخل في نوبة الصرع الخاصة به بعد قليل، لذلك يرجى تهيئة المكان لعدم إصابة المريض بأي أذى.

أسباب الصرع

التعرف على أسباب الصرع صعب للغاية مثل غالبية المشكلات الصحية التي تُصيب المخ، كما أن أسباب الصرع حتى الآن غير معروفة في نصف الحالات، ولكن توجد بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالصرع، وهذه العوامل قد تشمل:

  1. بعض التغيرات الجينية.

  2. إصابات الدماغ.

  3. بعض المشكلات الصحية التي قد تصيب المخ مثل أورام المخ.

  4. بعض الالتهابات التي قد تؤثر على المخ مثل التهاب السحايا.

  5. بعض المشكلات التي قد تؤثر على تطور المخ والطفل مثل الإصابة بطيف التوحد.

  6. بعض المشكلات الصحية التي يتعرض لها الطفل قبل الولادة مثل نقص الاكسجين أو إصابة الأم بالعدوى.

  7. بعض الأمراض المناعية.

أعرف المزيد عن

أعراض أورام الغدة النخامية

 

كيفية تشخيص الصرع

التشخيص السليم يحتاج فحوصات مثل رسم المخ لتحديد مكان البؤرة، وكذلك يحتاج الى عمل رنين مغناطيسي بالصبغة على المخ للتأكد من عدم وجود بؤر عضوية تستثير القشرة المخية مثل: أورام المخ- نزيف المخ- الوحمات الدموية والتشوهات الشريانية بالمخ - أو استسقاء المخ.

علاج الصرع

أغلبية حالات الصرع تستجيب للعلاج الدوائي الذي يقوم بتثبيط الشحنات الكهربية الزائدة، ولكن يجب استشارة عيادة جراحة المخ والأعصاب للتأكد من غياب الأسباب العضوية المذكورة أعلاه، والتي يمكن أن تحتاج للتدخل الجراحي، ومن الطرق التي يمكن استخدامها لعلاج الصرع:

  1. العلاج الدوائي للصرع

الهدف من العلاج الدوائي هو التخفيف من الأعراض التي يشعر بها المريض، وتقليل عدد النوبات التي يتعرض لها، وتوجد العديد من الأدوية المضادة للصرع التي يمكن استخدامها في العلاج، ولكن يعتمد اختيار دواء علاج الصرع على: 

  • نوع الصرع.

  • الاستجابة المسبقة لدواء علاج الصرع.

  • الحالات المرضية الأخرى التي يعاني منها المريض.

  • تداخل الدواء مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.

  • الآثار الجانبية للدواء.

  • عمر المريض، والصحة العامة له.

لذلك يجب اختيار أفضل الأطباء من أجل اختيار العلاج المناسب لحالتك، ووصف الجرعة المناسبة من الدواء، لتفادي أي مشكلة قد تحدث منه.

  1. العلاج الجراحي للصرع

يلجأ الدكتور أحمد زهران إلى التدخلات الجراحية لعلاج الصرع في الحالات التي لم يتمكن فيها العلاج الدوائي من السيطرة على الصرع، أو أن سبب الإصابة بالصرع هو وجود مشكلة في المخ يمكن استئصالها دون الإضرار بالأنسجة المحيطة بها، وتوجد عدة تدخلات جراحية يمكن استخدامها في علاج الصرع منها: 

  • جراحة الصرع القطعية (استئصال الفص الصدغي): يستخدم الدكتور أحمد زهران جراحات ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال البؤر الصرعية في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي المكثف لفترة طويلة، وتُعد هذه الجراحة هي أشهر طريقة لعلاج الصرع، وتمتلك نسبة نجاح عالية تتراوح بين 70 إلى 80%.

  • جراحة الصرع باستئصال الجسم الثفني (قطع الجسم الثفني): الجسم الثفني هو المسؤول عن نقل الإشارات بين النصفين الأيمن والأيسر من المخ.

  • جراحات علاج الصرع المزمن من خلال استئصال نصف الكرة المخية.

 

تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الطرق الجراحية التي قد تستخدم في علاج الصرع، ويختار الدكتور أحمد زهران الطريقة المناسبة لحالة المريض، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من العلاج دون التسبب في أي آثار جانبية خطيرة.

أعرف المزيد عن

أفضل دكتور لعلاج أورام المخ

 

في النهاية، الصرع من الأمراض الشائعة التي لديها العديد من الأنواع، وتؤثر على حياة المريض بشدة؛ ولذلك السعي من أجل علاج الصرع مهم للغاية، لكن يجب استشارة أفضل الأطباء للحصول على أفضل تشخيص وأدق علاج دوائي أو إجراء جراحي في حالة الحاجة إليها.

د. أحمد زهران

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري

كلية الطب جامعة عين شمس

NeuroSpine Clinic

البرج الطبي- مستشفى دار الفؤاد- طريق النصر

الدور الرابع - عيادة ٤١٨

للحجز: 01117608781

 

الصرع يمكن أن يظهر على شكل نوبات مفاجئة من التشنجات العضلية أو فقدانًا للوعي، وفي حال شككت في إصابة شخص ما بالصرع، يجب استشارة الطبيب المختص للتشخيص الدقيق وتحديد العلاج المناسب.
السبب الحقيقي والفعلي وراء الإصابة بالصرع غير معروف حتى الآن لكن يعتقد العلماء وجود بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة به، وهذه العوامل مثل بعض الاضطرابات الجينية، أو الإصابة بالعدوى في المخ، أو إصابات المخ، أو مشاكل ما قبل الولادة، وغيرها من العوامل الأخرى.
نعم، يمكن الشفاء من مرض الصرع، أو على الأقل التحكم في الأعراض وتقليل أو منع نوبات الصرع، وذلك إما عن طريق العلاج الدوائي، وقد يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي في بعض الأحيان.